2025-10-24 05:23:11
شهدت الأيام القليلة الماضية واحدة من أسوأ فترات نادي ريال مدريد في تاريخه الحديث، حيث خسر الفريق الملكي ثلاث بطولات رئيسية في غضون أسبوع واحد فقط. بدأت الكارثة بخسارة ثلاثية أمام غريمه التقليدي برشلونة في كأس ملك إسبانيا، تلاها خسارة جديدة بنتيجة 1-0 في الدوري الإسباني، ليختتم هذا الأسبوع الكارثي بخسارة تاريخية أمام أياكس أمستردام بنتيجة 4-1 في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.
هذه الهزيمة القاسية أمام أياكس كانت بمثابة الصفعة القاضية التي وضعت رئيس النادي فلورنتينو بيريز في موقف بالغ الحرج، حيث باتت استقالته مطلباً جماهيرياً ملحاً من قبل مشجعي الفريق الذين لم يهضموا خسارة ثلاث بطولات في مثل هذه الفترة القصيرة.
الانهيار المدوي للفريق هذا الموسم جاء مفاجئاً للجميع، خاصة وأن بيريز ارتبط بحقبة ذهبية لريال مدريد سيطر خلالها على لقب دوري الأبطال وفاز به أربع مرات في النسخ الخمس الأخيرة. لكن يبدو أن الأمجاد السابقة لم تعد كافية لإسكات غضب الجماهير التي تريد محاسبة المسؤول عن هذا التدهور الكبير.
وفقاً لاستطلاع رأي أجرته صحيفة ماركا بعد المباراة، حمّل المشجعون رئيس النادي القسط الأكبر من المسؤولية عن هذه الخيبات المتلاحقة، مشيرين إلى سلسلة من القرارات المثيرة للجدل بدءاً من الفشل في إقناع المدرب السابق زين الدين زيدان بالبقاء، ومروراً بالسماح للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بالمغادرة إلى يوفنتوس.
الجماهير التي كانت تتوقع تعويضاً عن فقدان زيدان ورونالدو بصفقات مدوية، أصيبت بخيبة أمل كبيرة عندما اكتفى بيريز بالتعاقد مع حارس المرمى تيبو كورتوا فقط، رغم أن الفريق يضم أساساً كيلور نافاس الذي يعتبر أحد أفضل الحراس في العالم. كما رفض بيريز التعاقد مع نجم كبير مثل البلجيكي إدين هازارد، واختار بدلاً من ذلك التعاقد مع عدد من اللاعبين الشباب الذين أثبتوا عدم قدرتهم على حمل الفريق في المناسبات الكبرى.
الوضع ازداد سوءاً مع الخيارات الخاطئة في الإدارة الفنية، حيث تعاقد بيريز مع المدرب جولين لوبيتيغي الذي غادر بعد أسابيع فقط من بداية الموسم بسبب النتائج المخيبة، قبل أن يستنجد بالأرجنتيني سانتياغو سولاري الذي فشل بدوره في إنقاذ الفريق من الغرق.
بعد نكسة أياكس التاريخية، تترقب جماهير ريال مدريد بقلق بالغ موقف رئيس النادي، بينما تناقل الصحفيون الإسبان مشاهد مؤثرة لمغادرة الجماهير لملعب سانتياغو برنابيو وهم يهتفون مطالبين برحيل بيريز. السؤال الآن: هل ستكون هذه الهزيمة التاريخية هي النهاية لحقبة بيريز، أم أن الرجل القوي في ريال مدريد سيتمكن مرة أخرى من الخروج من هذه الأزمة كما فعل多次 من قبل؟
