2025-10-23 05:32:25
انطلقت أمس الثلاثاء فعاليات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) في مقره بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بالتزامن مع الذكرى الستين لتأسيسه عام 1957. وتشهد هذه الفعاليات انتخابات رئاسة الكاف التي تجري اليوم وغدا (15-16 مارس/آذار)، في معركة انتخابية غير مسبوقة يتصدرها الرئيس الحالي الكاميروني إيسا حياتو الذي يجلس على كرسي الرئاسة منذ 29 عاماً، ومنافسه عضو المجلس التنفيذي أحمد أحمد من مدغشقر.
ما يميز الانتخابات الحالية هو التدخل الواضح للسياسة في عالم الكرة، حيث أفسدت عدة عوامل الأجواء الانتخابية، بما في ذلك تصفية الحسابات القديمة بين الأشخاص والاتحادات والدول وحتى الحكومات. وقد وصلت الوفود الممثلة لاتحادات 54 دولة أفريقية مبكراً، وتوزعت على ثلاثة فنادق في أديس أبابا، أحدها يضم حياتو وأنصاره، والثاني يستضيف منافسه أحمد ومؤيديه، بينما فضل آخرون الابتعاد والتفكير جلياً في اختيار المرشح الذي سيقود الكرة الأفريقية في الفترة المقبلة.
وقد بدأت إرهاصات المعركة الانتخابية مبكراً بحملات تراشق إعلامي بين فريقي المرشحين، وحالة غير مسبوقة من الاستقطاب الحاد. يتهم أنصار حياتو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو بالوقوف وراء ترشيح أحمد أحمد، حيث يعتقدون أن إنفانتينو يعمل على تصفية حساباته القديمة مع مرشحهم الذي وقف ضد اختياره لرئاسة الفيفا. من جهته، أعلن إنفانتينو في تصريحات سابقة تأييده للتجديد، واصفاً حياتو بأنه “رمز للفساد ويجب أن يرحل”.
كما انتقل الصراع إلى الساحة العربية، حيث ظهرت التكتلات والانقسامات في مجموعة دول شمال أفريقيا، التي ينتمي إليها أمين عام الاتحاد من المغرب. وتتصدر مصر الحملة الإعلامية ضد التجديد لحياتو، وتدعم بقوة المرشح المنافس أحمد أحمد. ويتردد أن من بين توجهات حياتو في حال فوزه نقل مقر الاتحاد من القاهرة، وإعادة توزيع المناصب بين الأقاليم الأفريقية الخمسة بطريقة عادلة.
وفي تطور غير مسبوق، أعلنت الأمينة العامة للفيفا السنغالية فاطمة سومارا حياد الاتحاد الدولي تجاه العملية الانتخابية، وهي المرة الأولى التي يتخذ فيها الفيفا مثل هذه الخطوة، حيث جرت العادة أن يمثله رئيسه في اجتماعات الجمعية العمومية للكاف. ويمكن وصف المنافسة الحالية بين حياتو وخصمه بأنها معركة “كسر العظم” وتصفية حسابات كانت مؤجلة، مما يجعل من هذه الانتخابات نقطة تحول فارقة في تاريخ الكرة الأفريقية.
