2025-10-18 04:26:22
لطالما تمتع المدربون الهولنديون بسمعة طيبة في مختلف البطولات الأوروبية، لكن ظل حلم الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز بعيد المنال حتى جاء أرنه سلوت ليحقق المعجزة. بقدرة قيادية استثنائية، قاد المدرب الهولندي البالغ من العمر 46 عاماً نادي ليفربول للتتويج باللقب الإنجليزي بعد انتصار ساحق 5-1 على توتنهام في أنفيلد، ليكتب اسمه في سجلات التاريخ كأول مدرب هولندي يحقق هذا الإنجاز.
لم تكن المهمة سهلة لسلوت الذي خلف الألماني يورغن كلوب، لكنه أثبت جدارته وانضم إلى قائمة المدربين الهولنديين العظام الذين حققوا ألقاباً خارج هولندا، أمثال رينوس ميخيلس ويوهان كرويف وليو بينهاكر. وقد علق سلوت على هذا الإنجز قائلاً: “أن أكون أول مدرب هولندي يفوز بالدوري الإنجليزي شيء مميز للغاية وسيبقى دائماً في ذاكرتي”.
هذا النجاح يأتي في ظل تاريخ مرير للمدربين الهولنديين في الدوري الإنجليزي، حيث عانى العديد منهم من تجارب مخيبة للآمال. لويس فان خال، على الرغم من نجاحاته مع برشلونة وبايرن ميونخ، لم يتمكن من تحقيق النتائج المرجوة مع مانشستر يونايتد. Similarly, واجه إريك تن هاغ مصيراً مشابهاً في نفس النادي، حيث تمت إقالته مبكراً بعد أداء مخيب.
القائمة تطول وتشمل أسماء أخرى مثل رود فان نيستلروي الذي يعاني مع ليستر سيتي، وفرانك دي بور ورود خوليت وجوس هيدينك، الذين لم يتمكنوا من ترك بصمة إيجابية في الكرة الإنجليزية.
لكن نجاح سلوت قد يمثل نقطة تحول في نظرة الأندية الإنجليزية للمدربين الهولنديين. كما قال ماريو كابتن مدير رابطة المدربين المحترفين في هولندا: “ما فعله سلوت فريد من نوعه ورائع حقاً”، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز قد يفتح أبواباً جديدة لمدربين هولنديين آخرين.
يبدو أن سلوت لم يكسر فقط لعنة المدربين الهولنديين في إنجلترا، بل قد يكون قد مهد الطريق لجيل جديد من المدربين الهولنديين لتحقيق النجاح في البطولات الكبرى، معززاً صورة الكرة الهولندية التي تزخر بالمواهب التدريبية كما قال سلوت نفسه: “البلد الذي أنتمي له يملك كثيراً من لاعبي كرة القدم الرائعين وكذلك المدربون”.
بكل تأكيد، سيكون إنجاز سلوت محطة تاريخية في مسيرة التدريب الهولندي، ونقطة تحول في العلاقة بين المدربين الهولنديين والدوري الإنجليزي الممتاز.
