2025-10-18 05:51:03
في خامس محاولة له لاستضافة بطولة كأس العالم، يقدم المغرب ملفاً تنافسياً قوياً يعتمد على مجموعة من العوامل الاستراتيجية التي تزيد من فرصه في الفوز بشرف تنظيم نسخة 2026 من المونديال. يقف المغرب أمام منافسة صعبة من الملف الثلاثي الموحد للولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، مما يجعل السباق محتدماً بين هذه الترشيحات.
يؤكد القائمون على الملف المغربي أن البلاد تمتلك خبرات متراكمة من تنظيمها للعديد من التظاهرات الرياضية الكبرى، كما أنهم يعملون على تجاوز الأخطاء التي حالت دون فوز المغرب بالاستضافة في المرات السابقة. ويعد الاستقرار السياسي والأمني من أبرز نقاط القوة التي يتميز بها المغرب، حيث يصنف كواحد من أكثر بلدان المنطقة أماناً واستقراراً.
من الناحية الجغرافية، يتمتع المغرب بموقع استراتيجي قريب من أوروبا، مما يسهل عملية تنقل الجماهير ويوفر توقيتاً مناسباً لمتابعة المباريات، وهو عامل مهم بالنسبة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فيما يخص العائدات الإعلانية والبث التلفزيوني.
كما يعول المغرب على الدعم الأفريقي والعربي، مستغلاً في ذلك العلاقات الدبلوماسية المتينة مع دول القارتين. ولم يغفل المسؤولون المغاربة عن الإشارة إلى الأخطاء الدبلوماسية للرئيس الأمريكي التي أساءت لإفريقيا، مما قد يؤثر سلباً على فرص الملف الثلاثي.
ويضيف شغف المغاربة بكرة القدم، كونها الرياضة الشعبية الأولى في البلاد، وزناً إضافياً لملف الترشح، على عكس الولايات المتحدة وكندا حيث تحتل كرة القدم مراتب متأخرة بين الرياضات الأخرى.
كما يراهن المغرب على صورة التسامح والانفتاح التي يتمتع بها المجتمع المغربي، وسجل البلاد الحافل في الدفاع عن قيم الحوار والتعايش بين الثقافات والأديان.
ومن العوامل الإيجابية التي قد تفيد المغرب تغيير نظام التصويت لاختيار البلد المستضيف، حيث أصبحت جميع الدول الأعضاء في الفيفا (207 دول) تشارك في التصويت، بدلاً من نظام اللجنة التنفيذية المكونة من 24 عضواً الذي كان معمولاً به سابقاً، مما يزيد من فرص الملفات المرشحة ويجعل المنافسة أكثر شفافية وعدالة.
بهذه العوامل مجتمعة، يسعى المغرب لتقديم ملف متكامل يحقق حلمه في استضافة كأس العالم 2026، متجاوزاً إخفاقات الماضي ومستثمراً كل إمكانياته لتحقيق هذا الهدف.
