2025-10-10 04:39:25
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، استقبلت الإمارات وزيرة الرياضة والثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف في مسجد الشيخ زايد الكبير بأبو ظبي، خلال مشاركتها في بطولة أبو ظبي للجودو (غراند بريكس). هذه الزيارة التي وصفت بأنها “تاريخية” من الجانب الإسرائيلي، جاءت بعد أيام من جدل كبير حول مشاركة الوفد الإسرائيلي في البطولة وتكريم اللاعبين الإسرائيليين الفائزين.
ريغيف، التي تشغل منصب وزيرة الرياضة والثقافة في الحكومة الإسرائيلية منذ عام 2016، والمعروفة بمواقفها المثيرة للجدل تجاه الإسلام والمسلمين، قامت بنشر تفاصيل زيارتها على صفحتها الرسمية على فيسبوك. وكتبت بأنها “ارتدت الحجاب ونزعت الحذاء وكتبت في سجل الشرف كلمتها بالعبرية رسالة أخوة وأمل في أن يعم السلام بين الأمم”.
اللافت في الزيارة هو الاستقبال الرسمي الذي حظيت به الوزيرة الإسرائيلية من قبل مسؤولين إماراتيين، حيث رافقها في جولة داخل المسجد مسؤولان إماراتيان وسيدة قاموا بشرح تفاصيل المعلم الإسلامي الكبير لها. وقد وصفت ريغيف المسجد بأنه “ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين المكي والمدني”.
هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة كونها المرة الأولى التي يزور فيها مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى مسجداً في دولة خليجية. وأكدت ريغيف أنها تلقت “دعوة رسمية” لزيارة المسجد، معربة عن فخرها بهذه الخطوة التي اعتبرتها مؤشراً على تحسن العلاقات بين البلدين.
ردود الفعل على هذه الزيارة تباينت بين مؤيد ومعارض. فبينما رأى البعض فيها خطوة نحو التقارب والسلام، اعتبرها آخرون استفزازاً للمشاعر الإسلامية خاصة في ظل الخلفية السياسية للوزيرة الإسرائيلية وتصريحاتها السابقة حول الإسلام.
من جهة أخرى، دعت ريغيف اللاعبين العرب للمشاركة في أول بطولة غراند بريكس ستستضيفها إسرائيل في 2019، مؤكدة أنهم “سيستقبلون بالترحاب”. هذه الدعوة جاءت في إطار ما وصفته بـ”تبادل الزيارات” بين الجانبين.
يذكر أن هذه التطورات تأتي في إطار التحولات الإقليمية الكبيرة التي تشهدها المنطقة، والتقارب المتزايد بين بعض الدول العربية وإسرائيل، على الرغم من استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وعدم حل القضية الفلسطينية.
هذا الحدث يطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقات العربية الإسرائيلية، ومدى تأثير مثل هذه الزيارات على المشاعر الشعبية في العالم العربي، وإلى أي extent يمكن أن تساهم في تحقيق السلام المنشود في المنطقة.