2025-09-30 04:36:33
في عالم كرة القدم الحديثة، أصبحت سوق الانتقالات ساحة للمغامرات المالية الضخمة، حيث تنفق الأندية ملايين اليوروهات في صفقات تبدو أحيانًا وكأنها مقامرة أكثر منها استثمارًا مدروسًا. وفقًا لتحليل إحصائي، فإن نسبة نجاح الصفقات الكبيرة التي تتجاوز 50 مليون يورو لا تتعدى 34%، وهو رقم صادم considering حجم الاستثمارات والمخاطر المرتبطة بها.
الأمر لا يتعلق فقط بالأموال المنفقة، بل بعدة عوامل معقدة تؤثر على نجاح أي صفقة. كما أوضح إيان غراهام، مدير علوم البيانات في ليفربول، هناك ستة عوامل رئيسية قد تتسبب في فشل التعاقدات، حتى لو كانت درجة التأكد من كل عامل تصل إلى 90%، فإن احتمالية النجاح الإجمالية لا تتجاوز 53% وفقًا لقوانين الاحتمالات.
على أرض الواقع، نرى أمثلة لا حصر لها على هذه الإخفاقات. نادي برشلونة، الذي كان يُعتبر سابقًا ناجحًا في سوق الانتقالات وفقًا لمعايير سطحية، عانى لاحقًا من عواقب صفقات مثل غريزمان وتوريس، اللذين أصبحا عبئًا ماليًا كبيرًا على النادي. وفي البريميرليغ، تظهر الأمثلة أن الإنفاق الضخم لا يضمن النجاح، كما في حالة تشيلسي الذي أنفق مؤخرًا أكثر من مجموع دوريات إسبانيا وإيطاليا وألمانيا معًا.
المشكلة الأساسية تكمن في تعقيد عملية تقييم اللاعبين ومدى ملاءمتهم للفريق والمدرب والنظام التكتيكي. المعايير السطحية مثل نسبة المشاركة في الدقائق لا تعكس الصورة الكاملة، فهي تتجاهل عوامل مثل التأقلم، والكيمياء داخل الفريق، والظروف المالية للنادي، والأهداف الاستراتيجية طويلة المدى.
في النهاية، يبقى سوق الانتقالات تحديًا معقدًا حتى لأكثر الأندية احترافية. النجاح لا يعتمد فقط على الإنفاق الكبير، بل على التحليل الدقيق، والصبر في بناء الفريق، والقدرة على التعلم من الأخطاء السابقة. ربما لهذا السبب تبقى نسبة النجاح منخفضة رغم التطور الكبير في أدوات التحليل和数据科学 في كرة القدم الحديثة.
