2025-10-22 04:07:19
بعد موجة الإنفاق الكبير التي شهدتها الأندية الصينية خلال العام الماضي، تشير التوقعات إلى تراجع حاد في إنفاق الأندية على التعاقد مع اللاعبين الأجانب خلال عام 2018. فقد شهدت فترة الانتقالات الشتوية مطلع العام الحالي انخفاضاً ملحوظاً في حجم التعاقدات الخارجية مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2017، حيث كانت الأندية الصينية قد سجلت رقماً قياسياً محلياً بالإنفاق على الصفقات بلغ 388 مليون يورو.
ويرجع هذا التراجع بشكل رئيسي إلى تطبيق نظام الضريبة الجديدة الذي فرضته السلطات الصينية بدءاً من صيف 2017، والذي يلزم الأندية بدفع ضريبة تصل إلى 100% من قيمة أي صفقة جديدة للاعبين الأجانب. وقد أثر هذا القرار بشكل مباشر على حجم الإنفاق، حيث تشير التقديرات إلى أن إجمالي الإنفاق في سوق الانتقالات الشتوية لهذا العام لم يتجاوز ثلث ما أنفق في الفترة المماثلة من العام الماضي.
ومن أبرز الصفقات التي تمت خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية تعاقد نادي داليان ييفانغ مع ثنائي أتلتيكو مدريد يانيك كاراسكو ونيكولاس غايتان مقابل 48 مليون يورو، وهي صفقة ارتفعت تكلفتها الإجمالية إلى أكثر من 90 مليون يورو بعد إضافة الضريبة. كما شهدت فترة الانتقالات حالة ملفتة لنادي بكين غوان الذي تعاقد مع اللاعب الكونغولي سيدريك باكامبو، حيث تأخر الإعلان الرسمي عن الصفقة بسبب الجدل حول الضريبة، لترتفع قيمتها الإجمالية إلى 80 مليون يورو.
ولا تقتصر التحديات على عملية جلب اللاعبين الجدد فقط، بل تمتد إلى مسألة الاحتفاظ بهم وتكيفهم مع الدوري الصيني. وتعد حالة اللاعب الأرجنتيني كارلوس تيفيز خير مثال على ذلك، حيث انتقل العام الماضي من بوكا جونيورز إلى نادي شنغهاي شينخوا براتب سنوي قدره 40 مليون دولار، لكنه لم يحقق الأداء المتوقع وسجل أربعة أهداف فقط في 16 مباراة، مما دفع النادي للسماح له بالرحيل مطلع هذا العام.
وقد عبر تيفيز عن انتقاده الصريح لمستوى الدوري الصيني، مشيراً إلى أن اللاعبين الصينيين يفتقرون للمهارات الفنية التي يتمتع بها لاعبو أميركا الجنوبية وأوروبا. هذه التصريحات تثير تساؤلات حول جدوى الاستثمار الكبير في اللاعبين الأجانب دون وجود بنية تحتية قوية تطوير الكرة المحلية.
وتسعى السلطات الصينية من خلال هذه الإجراءات إلى دفع الأندية للاهتمام أكثر بقطاعات الناشئين والشباب، والاستثمار في اكتشاف وتطوير المواهب المحلية التي يمكن أن تساهم في تطوير كرة القدم الصينية على المدى الطويل. ويبدو أن هذه السياسة الجديدة بدأت تؤتي ثمارها من خلال خفض الإنفاق المبالغ فيه على اللاعبين الأجانب، وتوجيه الاستثمارات نحو بناء قاعدة قوية للكرة الصينية المستقبلية.
