2025-10-21 04:38:43
أثارت التصريحات النقدية التي وجهها الأسطورة الألمانية يورغن كلينسمان تجاه أداء المنتخب الإيراني وأسلوب لعبه عاصفة من الغضب والاستنكار من قبل المدرب البرتغالي لكرة القدم الإيرانية كارلوس كيروش والاتحاد الإيراني للعبة. جاءت هذه التصريحات في إطار تحليل كلينسمان التقني لأداء المنتخب الإيراني خلال فوزه على ويلز 2-صفر في كأس العالم قطر 2022، حيث شكك في نزاهة الأسلوب الإيراني ووصفه بأنه “جزء من ثقافتهم”.
رد كيروش بغضب واضح على هذه الانتقادات، واصفاً إياها بـ”العار على كرة القدم” ومشيراً إلى أنها تنم عن نظرة فوقية واستعلائية. وأكد المدرب البرتغالي على نزاهة فريقه ولاعبيه، داعياً كلينسمان لزيارة معسكر المنتخب الإيراني للاطلاع عن قرب على قيمهم وأخلاقهم الكروية، لكنه اشترط استقالة الألماني من منصبه في اللجنة الفنية للفيفا أولاً.
لم يقتصر الرد على كيروش فقط، بل انضم الاتحاد الإيراني لكرة القدم إلى الهجوم، متهماً كلينسمان بإصدار أحكام متحيزة حول الثقافة الإيرانية، ومطالباً باعتذاره وإقالته من منصبه. وذهب الاتحاد إلى أبعد من ذلك، مستذكراً فضيحة مونديال 1982 عندما تلاعبت ألمانيا الغربية والنمسا بنتيجة مباراتهما لإقصاء الجزائر، في إشارة إلى أن كلينسمان لا يملك الحق في انتقاد الآخرين.
هذه الأزمة تضع الفيفا في موقف محرج، خاصة وأن كلينسمان عضو في لجنتها الفنية المكلفة بتحليل وتقييم أداء المنتخبات في المونديال. كما تثير تساؤلات حول حدود النقد الفني ومدى مشروعية ربط الأداء الكروي بالثقافات والهويات الوطنية.
في الخلفية، يستعد المنتخب الإيراني لمواجهة حاسمة أمام الولايات المتحدة، في مباراة تحمل أبعاداً سياسية بسبب التوترات بين البلدين. الفوز سيمكن الإيرانيين من تحقيق إنجاز تاريخي بالتأهل إلى دور الستة عشر لأول مرة في تاريخهم، مما يضيف بعداً دراماتيكياً لهذه القصة التي تجمع بين كرة القدم والسياسة والثقافة.
