2025-10-08 05:45:12
شهد جماهير كأس العالم 2022 في قطر ظاهرة لافتة تتمثل في رش أرضية الملعب ثلاث مرات خلال المباراة الواحدة: مرتين قبل بداية اللقاء، ومرة ثالثة خلال فترة الاستراحة. هذه الممارسة التي قد تبدو غريبة للبعض، تحمل في طياتها أسبابًا تقنية ورياضية بالغة الأهمية.
من خلال نظام ري متطور يعمل بالتحكم الإلكتروني، يتم رش الملاعب قبل ساعة من بداية المباراة، وذلك مباشرة قبل عملية الإحماء. ويُلاحظ أن حراس المرمى – الذين يكونون عادة أول من يطأ أرض الملعب – يدخلون الميدان بينما أنظمة الري لا تزال تعمل في كثير من الأحيان.
وبعد انتهاء فترة الإحماء، يعاد رش الملعب مرة أخرى، ثم تتكرر العملية بين شوطي المباراة. ولكن هذه المرة يرافق عملية الري فريق متخصص يقوم بإصلاح أي تلف قد يظهر في العشب الطبيعي نتيجة الالتحامات القوية بين اللاعبين خلال الشوط الأول.
يكمن السر وراء هذه العملية في ضرورة الحفاظ على أرضية الملعب رطبة وليست جافة أثناء المباراة، كما يوضح محمد نافع، المتخصص في الإشراف على الملاعب وصيانتها منذ عقدين. فالأرضية الرطبة تساعد اللاعبين على الركض بشكل أفضل وتوفر لهم قدرًا أكبر من الثبات، خاصة مع ارتداء الأحذية المخصصة للعشب الطبيعي.
ويضيف نافع أن هناك فائدة أخرى تتمثل في زيادة سرعة الكرة من خلال انزلاقها على العشب المبلل بشكل أسرع مما لو كان جافًا، مما يزيد من إيقاع اللعب ويجعل اللاعبين أكثر تركيزًا لمجاراة هذه السرعة.
من جانبه، يؤكد ثروت سالم، إداري نادي الجيش وبطل قطر السابق، أن عملية رش الملاعب تمارس منذ زمن بعيد في المباريات وحتى في التدريبات. ويشير إلى أن كمية الري تزداد مع ارتفاع درجة الحرارة، مع التأكيد على أن العملية تتم باحترافية عالية حيث يكون الرش خفيفًا enough لترطيب العشب فقط دون إغراق أرض الملعب.
من الناحية الطبية، يوضح الدكتور أسامة عبد الرشيد، استشاري الطب الرياضي، أن الأرض اللينة تقلل من تأثير الارتداد على مفاصل اللاعبين (الكاحل والركبة) وكذلك على العمود الفقري أثناء الركض. كما أن ليونة الأرض تجعل السقوط أو الانزلاق على العشب أكثر أمانًا، مما يقلل من الإصابات والسحجات.
ويختتم الدكتور عبد الرشيد نصائحه بالتأكيد على أهمية الإحماء الجيد وارتداء الحذاء المناسب للأرض المبللة، مما يساهم في تفادي الإصابات ويزيد من أداء اللاعبين.
