2025-09-29 05:42:57
أثار تحقيق أجرته صحيفة الغارديان البريطانية ضجة كبيرة في الأوساط الرياضية، بعد الكشف عن قيام بعض أندية الدوري الإنجليزي الممتاز بفرض رسوم مالية باهظة على الأطفال الذين يرافقون اللاعبين عند دخول الملعب قبل بدء المباريات.
ووفقاً للتحقيق، فإن هذه الممارسة التي كانت تُعتبر تقليداً مجانياً لتعزيز المشاركة المجتمعية، تحولت إلى مصدر دخل إضافي لبعض الأندية. حيث تصل قيمة هذه الرسوم في بعض الحالات إلى أكثر من 800 يورو للطفل الواحد في المباريات المهمة، وهو مبلغ يفوق تكلفة الاشتراك الموسمي في بعض الملاعب.
وتظهر البيانات أن نادي وستهام يطالب بأعلى الرسوم التي تتجاوز 800 يورو، بينما تفرض أندية مثل توتنهام وولفرهامبتون وليستر سيتي وبرايتون رسوماً تتراوح حول 400 يورو للطفل الواحد. في المقابل، تفضل أندية كبيرة مثل ليفربول ومانشستر يونايتد منح هذه الفرصة مجاناً مع الاعتماد على نظام القرعة لاختيار الأطفال المحظوظين.
هذه الممارسة أثارت انتقادات واسعة من قبل خبراء الرياضة والسياسيين على حد سواء. حيث وصف جوليان نايت، رئيس لجنة الرياضة في البرلمان البريطاني، هذه الرسوم بأنها “تسلب أحلام الأطفال من العائلات محدودة الدخل” وتعتبر “اتجاهاً معادياً للطابع الشعبي لكرة القدم”.
من الجدير بالذكر أن تقليد خروج اللاعبين إلى الملعب برفقة الأطفال يعود إلى عام 1999، عندما بدأته دوري السوبر الاسكتلندي كبادرة لتعزيز القيم الرياضية وربط الناشئة بنجومهم المفضلين. لكن تحول هذه المبادرة إلى خدمة مدفوعة الثمن يطرح تساؤلات حول توجهات كرة القدم الحديثة وتأثير الاعتبارات التجارية على القيم الاجتماعية التي كانت تشكل أساس هذه الرياضة.
ويؤكد النقاد أن هذه الممارسات تهدد بتحويل كرة القدم من رياضة شعبية يتساوى فيها الجميع إلى نشاط نخبوي لا يتمكن من المشاركة فيه سوى القادرين مادياً.特别是在 الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها العديد من العائلات البريطانية، تظهر مثل هذه القضايا كأنها تعكس اتجاهاً مقلقاً في عالم كرة القدم المحترفة.
هذا الجدل يأتي في وقت تشهد فيه كرة القدم الإنجليزية نقاشات واسعة حول عدالة توزيع الثروات في الرياضة الأكثر شعبية في البلاد، وما إذا كانت الأندية الكبرى تفي بمسؤولياتها الاجتماعية تجاه الجماهير التي تشكل عماد وجودها.
