2025-10-24 05:38:20
فتحت النيابة العامة في باريس تحقيقاً قضائياً بشأن حملة المضايقات الإلكترونية التي تستهدف المخرج الفني لحفل افتتاح الألعاب الأولمبية، توماس جولي. وجاء هذا الإجراء بعد تقديم جولي شكوى رسمية الثلاثاء الماضي، حيث أفاد بتعرضه لموجة من التهديدات والشتائم على منصات التواصل الاجتماعي تستهدف أصله وميوله الجنسية.

وبحسب مصادر مقربة من الملف، فإن الشكوى تتضمن اتهامات بالتهديد بالقتل بسبب الأصل والميول الجنسية، والإهانة العلنية والتشهير. وأشارت المصادر إلى أن العديد من هذه الرسائل المسيئة كُتبت باللغة الإنجليزية، مما يدل على أن مصدرها قد يكون من خارج فرنسا، رغم أن التحقيقات لا تزال في مراحلها الأولى ولم تحدد بعد المصدر الجغرافي الدقيق لهذه الهجمات.

هذه التطورات تأتي في أعقاب الجدل الذي أثاره أحد عروض حفل الافتتاح الذي أقيم في 26 يوليو/تموز الماضي، حيث عرضت لوحة فنية تجمع رجالاً يرتدون ملابس نسائية فاضحة، مما أثار انتقادات من الأوساط المحافظة واليمينية المتطرفة في فرنسا وخارجها. وقد انضم إلى هذه الانتقادات قادة سياسيون يمينيون متطرفون، بالإضافة إلى أسقفية فرنسا والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

ورداً على هذه الانتقادات، نفى جولي أي علاقة للعرض بلوحة العشاء الأخير الدينية، موضحاً أن الفكرة كانت تستند إلى احتفال وثني مرتبط بآلهة أوليمبوس، وخاصة ديونيسوس إله الاحتفال والخمر. كما أكدت المتحدثة باسم اللجنة المنظمة، آن ديكان، أن النية لم تكن أبداً للإساءة إلى أي مجموعة دينية، معربة عن أسفها إذا شعر أي شخص بالإهانة.
وفي ظل تصاعد موجة الكراهية، عبر منظمو الألعاب الأولمبية عن دعمهم الكامل لجولي والفنانين المشاركين في الحفل. كما يجري حالياً تحقيق منفصل في باريس حول التهديدات الإلكترونية والمضايقات التي تستهدف منسقة الأغاني الفرنسية، باربارا بوتش، التي ظهرت في اللوحة المثيرة للجدل وهي ناشطة نسوية ومثلية.
هذه الأحداث تبرز تحديات حرية التعبير الفني في مواجهة الخطاب الكراهية عبر الإنترنت، وتؤكد على ضرورة تعزيز آليات الحماية للفنانين والمبدعين في العصر الرقمي.