2025-10-19 04:09:08
يتوجه المنتخب الألماني الأول لكرة القدم إلى مبارياته الثلاث في دور مجموعات بطولة أمم أوروبا 2024 (يورو 2024) باستخدام الحافلة، في خطوة تهدف إلى تعزيز مفهوم الاستدامة البيئية التي تُعد أحد الركائز الأساسية لهذه البطولة القارية.
يعسكر الفريق الألماني في مدينة هرتسوجن آوراخ بجنوب ألمانيا، والتي تم اختيارها بعناية لتكون قريبة من مواقع المباريات الثلاث؛ حيث سيخوض المباراة الافتتاحية أمام المنتخب الاسكتلندي في ملعب أليانز أرينا بميونخ، ثم يواجه المنتخب المجري في شتوتجارت، وأخيراً المنتخب السويسري في فرانكفورت. وتتميز هذه المدن بقربها الجغرافي من مقر المعسكر، حيث لا تزيد المسافة بين أي منها عن 200 كيلومتر، مما يجعل السفر البري خياراً عملياً وصديقاً للبيئة.
جاءت هذه الخطوة تماشياً مع التوجيهات الصادرة عن الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA)، اللذين أكدا مراراً على أهمية الجوانب البيئية في بطولة يورو 2024، التي تستضيفها ألمانيا خلال الفترة من 14 يونيو/حزيران إلى 14 يوليو/تموز. وأوضحت وزارة الخارجية الألمانية أن البطولة ستكون نموذجاً يُظهر “كيفية تقليل التأثير على البيئة والموارد والمناخ، وتعويضه عند الضرورة”.
ولتعزيز مفهوم الاستدامة وتقليل البصمة الكربونية للبطولة، عمل المنظمون على تقسيم الملاعب إلى ثلاث مجموعات إقليمية، بحيث يلعب كل فريق مباراتين على الأقل ضمن نطاق جغرافي واحد خلال دور المجموعات. ومع ذلك، لم يُفرض على الفرق المشاركة الالتزام بالإقامة ضمن هذه المجموعات الإقليمية، كما يظهر في حالة المنتخب الإسباني الذي اختار معسكره في مدينة دوناوشينجن الجنوبية بينما تقام مبارياته في مدن بعيدة مثل برلين وجلسنكيرشن ودوسلدورف، التي تبعد أكثر من 500 كيلومتر عن مقر إقامته.
يذكر أن قرار السفر بالحافلة يأتي بعد سنوات من الجدل حول وسائل تنقل المنتخب الألماني، لعل أبرزها الرحلة الجوية الداخلية القصيرة من شتوتجارت إلى بازل لخوض مباراة في دوري أمم أوروبا عام 2020، والتي بررها الاتحاد الألماني آنذاك بالقيود الصارمة المفروضة على السفر بالقطارات بسبب جائحة كورونا، مشيراً إلى أن جاهزية اللاعبين البدنية قد تتأثر سلباً في حال السفر البري. ومنذ ذلك الحين، اعتمد الاتحاد الألماني بشكل متزايد على السفر بالقطار في الرحلات الداخلية، خاصة مع رعاية شركة “دويتشه بان” للسكك الحديدية لبطولة يورو 2024.
تُعد هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية أوسع لتعزيز الوعي البيئي في كرة القدم، وتؤكد التزام الاتحاد الألماني لكرة القدم والجهات المنظمة بمبادئ الاستدامة، مما يجعل من يورو 2024 منصة لإظهار كيف يمكن للحدث الرياضي الكبير أن يكون صديقاً للبيئة دون التأثير على الجوانب التنظيمية والتنافسية.
