2025-10-24 04:42:54
في ضوء الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في العاصمة البريطانية، باتت جميع أندية كرة القدم في لندن مطالبة بإقامة المباريات دون حضور الجماهير، وذلك بعد قرار الحكومة البريطانية رفع مستوى الخطر الوبائي في العاصمة إلى المستوى الثالث، وهو ما يعني منع الجماهير من حضور الفعاليات الرياضية بشكل كامل.

ويأتي هذا القرار الصادر يوم الأربعاء الماضي بمثابة ضربة قاسية للأندية التي كانت قد استبشرت خيراً بعودة الجماهير بشكل تدريجي بعد السماح بحضور ألفي مشجع في المباريات بداية من الثاني من ديسمبر الجاري. وقد عبرت الأندية عن خيبة أملها الكبيرة من هذا القرار المفاجئ، خاصة مع اقتراب موسم الأعياد الذي يشهد تقليدياً إقبالاً جماهيرياً كبيراً.

وعلّق نادي أرسنال على القرار عبر حسابه الرسمي على تويتر قائلاً: “نشعر بالإحباط لعدم تمكننا من استقبال جماهيرنا في ملعب الإمارات خلال مباراتنا المقبلة أمام ساوثهامبتون في الدوري الإنجليزي الممتاز”. كما عبر فرانك لامبارد مدرب تشلسي عن خيبة أمله العميقة من هذا القرار، قائلاً: “أشعر بخيبة أمل كبيرة، لقد عادت الجماهير عندما كنا في المستوى الثاني من الخطر الوبائي، وكان ينبغي أن يستمر الوضع على ما هو عليه”.

وأضاف لامبارد في تصريحات صحفية: “لا أخفي عليكم كم كان للجماهير تأثير إيجابي كبير عندما سمح بحضورها المحدود، لقد رأينا بأعيننا الدعم الكبير الذي تقدمه وما تفعله خلال المباريات من خلق أجواء تنافسية رائعة”. وأكد المدرب الإنجليزي أن الأندية كانت قادرة على إدارة وجود ألفي مشجع في المدرجات مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية المشددة.
ويشمل القرار الجديد جميع أندية العاصمة لندن بما فيها توتنهام وتشلسي وأرسنال وويستهام يونايتد وكريستال بالاس وفولهام. في المقابل، سمح لعدد محدود من الأندية خارج لندن مثل ليفربول وإيفرتون وساوثهامبتون وبرايتون باستمرار حضور ألفي مشجع في المباريات التي تقام على ملاعبها.
ويأتي هذا التباين في المعاملة بين الأندية ليثير جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية الإنجليزية، حيث يرى كثيرون أن ذلك يخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية، خاصة أن بعض الفرق ستلعب مبارياتها بجماهير بينما يلعب غيرها في ملاعب خاوية.
هذا وتشير التقديرات إلى أن الأندية اللندنية ستخسر مبالغ طائلة بسبب هذا القرار، خاصة مع استمرار توقف تدفق عوائد التذاكر والخدمات المرافقة داخل الملاعب. وتقدر الخسائر الشهرية لكل نادٍ بملايين الجنيهات الإسترلينية، مما يهدد استقرار العديد من الأندية مالياً في الفترة المقبلة.
ويبقى مستقبل عودة الجماهير إلى الملاعب البريطانية رهناً بتطورات الوضع الوبائي في المملكة المتحدة، التي تشهد حالياً موجة ثانية من الجائحة أكثر شراسة من سابقتها. وتواصل اتحادات كرة القدم والحكومة البريطانية مراقبة الوضع عن كثب، مع إمكانية تعديل الإجراءات وفقاً لمستجدات الوضع الصحي في الأسابيع المقبلة.