2025-10-24 05:29:13
بات برشلونة، متصدر الدوري الإسباني، لغزاً محيراً لوسائل الإعلام والمتابعين بعد عجزه عن تحقيق الفوز للمرة الثالثة على التوالي في الدوري المحلي. هذه السلسلة من النتائج المخيبة للآمال بلغت ذروتها بالخسارة المفاجئة أمام مضيفه لاس بالماس بهدفين مقابل هدف، في افتتاح الجولة الخامسة عشرة من مسابقة الليغا.

لم يكن أحد ليتصور هذا التراجع المذهل لفريق كان حتى وقت قريب يسطع في سماء الكرة الإسبانية والأوروبية. فمنذ انطلاق الموسم الحالي، حظي برشلونة بإشادة واسعة بفضل أدائه المبهر الذي تفوق به على جميع المنافسين، سواء على الصعيد الهجومي أو الدفاعي.

لكن الأسابيع الأخيرة شهدت تحولاً دراماتيكياً في مسيرة الفريق الكتالوني. بدأ الأمر بخسارة أمام ريال سوسيداد بهدف دون رد، ثم جاءت الصدمة الثانية عندما أهدر الفريق تقدمه بهدفين أمام سيلتا فيغو لتنتهي المباراة بالتعادل 2-2. ولكن الضربة القاضية كانت الخسارة من لاس بالماس على ملعب “مونتجويك” الذي يفترض أنه ملعب البرسا الخاص.

وصفت صحيفة “ماركا” الإسبانية هذا التحول المفاجئ بأنه “انهيار شامل” لفريق كان الأقوى في الليغا حتى ثلاثة أسابيع مضت. وأشارت إلى أن فريق المدرب الألماني هانزي فليك “يسير من سيئ إلى أسوأ”، خاصة أن الهزيمة الأخيرة جاءت على أرضه وبين جماهيره.
مشاكل برشلونة تبدو متعددة الجوانب، فالفريق أصبح سيئاً في الهجوم ويرتكب أخطاء لا تغتفر في الدفاع، رغم عودة بعض اللاعبين المصابين مثل لامين جمال. في مباراة لاس بالماس، تأخر برشلونة بهدف، وسجل رافينيا هدف التعادل بتسديدة قوية من خارج المنطقة، لكن الفريق لم يستطع إكمال عودته القوية، وسجل الضيف الهدف الثاني الذي قرر مصير المباراة.
أعرب رافينيا عن غضبه الشديد بعد المباراة، معترفاً بأن الفريق يرتكب أخطاء كثيرة يجب تصحيحها. وقال: “أنا غاضب جداً ولا أهتم بهدفي، الأهم أن ننظر إلى ما نفعله بشكل خاطئ. مستوانا انخفض بشكل واضح ومبارياتنا باتت أكثر صعوبة وتعقيداً”.
يبدو أن المدرب فليك يوافق لاعبه على التشخيص، لكنه لم يقدم تفسيراً واضحاً لتراجع نتائج الفريق، مكتفياً بالحديث عن الأخطاء أمام المرمى حسبما نقلت “ماركا”.
الآن، باتت صدارة برشلونة للدوري الإسباني مهددة بشكل حقيقي. ففي حال فوز غريمه التقليدي ريال مدريد على خيتافي، سيتقلص الفارق إلى نقطة واحدة فقط. وإذا فاز الملكي في مباراته المؤجلة، سينتقل البرسا إلى المركز الثاني، بعد أن كان متقدماً بست نقاط قبل أسابيع فقط.
هذا الوضع يضع برشلونة أمام اختبار حقيقي، حيث لم يعد أمامه أي هامش للخطأ في الفترة المقبلة. التحدي سيكون كبيراً خاصة مع مواجهتين صعبتين متتاليتين في الليغا: أولاهما ضد ريال مايوركا يوم الثلاثاء المقبل، ثم مواجهة ريال بيتيس في الأندلس يوم السبت المقبل. هذه المباريات ستكون محكاً حقيقياً لقدرة الفريق على تصحيح مساره والعودة إلى طريق الانتصارات.