2025-10-24 05:06:55
بعد أشهر قليلة من مغادرته المثيرة للجدل، يعود المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون إلى قيادة نادي الزمالك المصري، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية العربية. وصل كارتيرون إلى القاهرة صباح الخميس الماضي للتعاقد رسمياً مع النادي خلفاً للبرتغالي جيمي باتشيكو، الذي غادر بعد تراجع نتائج الفريق وتدهور موقفه في دوري أبطال أفريقيا.
وأعلن نادي الزمالك عبر بيان رسمي تعاقده مع المدرب الفرنسي، مشيراً إلى منحه الصلاحية الكاملة لاختيار الجهازين الفني والإداري المعاون له، دون الإفصاح عن مدة العقد أو التفاصيل المالية للصفقة. وتأتي هذه الخطوة في وقت حرج للفريق، خاصة قبل مواجهة الترجي التونسي الحاسمة في دوري أبطال أفريقيا الأسبوع المقبل، والتي ستكون الأولى لكارتيرون في ولايته الثانية مع الزمالك.
يذكر أن كارتيرون قاد الزمالك في الفترة السابقة إلى تحقيق لقب كأس السوبر الأفريقية والمحلية، بالإضافة إلى الوصول إلى نصف نهائي دوري الأبطال. لكن مغادرته المفاجئة قبل أيام من نصف النهائي الأفريقي الموسم الماضي، ثم توقيعه مع فريق التعاون السعودي، أثارت استياءً كبيراً لدى جماهير الزمالك.
على صعيد الدوري المحلي، يتصدر الزمالك الترتيب برصيد 33 نقطة من 14 مباراة، متقدماً بفارق 6 نقاط على الأهلي حامل اللقب. لكن الأزمة الحقيقية تكمن في دوري الأبطال، حيث يحتل الفريق المركز الثالث في مجموعته برصيد نقطتين فقط، متأخراً بثلاث نقاط عن مولودية الجزائر ثاني المجموعة، وخمس نقاط عن المتصدر الترجي التونسي.
ردود الفعل على عودة كارتيرون جاءت متباينة بشدة. من جهة، رفض عدد من النقاد الرياضيين ونجوم الزمالك السابقين هذه الخطوة، معتبرين أنها “مكافأة للهروب”. الناقد الرياضي حسن المستكاوي وصف القرار بالخاطئ، بينما وصفه حازم إمام نجم الفريق السابق بـ”الغير مفهوم”، مؤكداً أن المدرب السابق باتشيكو كان بحاجة فقط إلى دعم إداري أكبر.
من جهة أخرى، أيد بعض المحللين القرار نظراً للأزمة الفنية والإدارية التي يمر بها النادي، وضرورة وجود مدرب خبير يعرف تفاصيل الفريق. كما أشاروا إلى أن كارتيرون حقق مع التعاون السعودي مركزاً متقدماً في الدوري رغم الصعوبات.
المفارقة التي أثارت اهتمام المتابعين، هي التقارير التي تشير إلى ترشح البرتغالي باتشيكو المدرب السابق للزمالك، لخلافة كارتيرون في قيادة فريق التعاون السعودي. مما يضفي بعداً إضافياً من التشويق على هذه التبادلات التدريبية بين البلدين العربيين.
تبقى التحديات كبيرة أمام كارتيرون في مهمته الجديدة، حيث سيحتاج إلى إعادة الثقة بينه وبين الجماهير، وتحسين نتائج الفريق الأفريقية بشكل عاجل، والحفاظ على الصدارة الدورية، كل ذلك في ظل بيئة إعلامية وجماهيرية تنتظر أول خطأ لتدق ناقوس الخطر.
