2025-10-22 05:56:14
انتقد رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الجماهير التي تغني وتهتف في مباريات كرة القدم، معتبراً أن سلوكهم هذا يقوض جهود مكافحة فيروس كورونا في وقت تشهد فيه البلاد ارتفاعاً حاداً في عدد الإصابات. جاءت هذه التصريحات في ظل السماح لعودة محدودة للجماهير إلى الملاعب الهولندية مع بداية الموسم الرياضي الجديد، بشروط الالتزام الصارم بإجراءات التباعد الاجتماعي والامتناع عن الغناء والهتاف.
وأكد روته في ردّه على استفسار حول سلوك الجماهير في المدرجات: “يجب عليهم التزام الصمت فقط عند الجلوس في المدرجات. شاهد المباراة ولا تصرخ. هذا ممكن”. ومع ذلك، لوحظ أن العديد من المشجعين لم يلتزموا بهذه التعليمات، حيث تركوا مقاعدهم المخصصة خلال المباريات للوقوف والغناء معاً بشكل جماعي.
وصف رئيس الوزراء هذا السلوك بأنه “غباء تام”، محذراً من أن مثل هذه التصرفات تعيق السيطرة على انتشار الفيروس. وجاءت هذه الانتقادات في وقت سجلت فيه هولندا رقماً قياسياً جديداً في عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا، حيث تجاوزت الحالات ألفي إصابة للمرة الأولى يوم الاثنين، وهو الخامس في غضون أسبوع واحد فقط.
وكان روته قد أعلن الجمعة الماضية عن إجراءات إقليمية جديدة للحد من انتشار المرض، شملت إغلاق الحانات والمطاعم مبكراً والحد من حجم التجمعات. كما حذر مراراً من إمكانية إعادة إغلاق ملاعب كرة القدم أمام الجماهير في حال عدم الالتزام بالقيود المفروضة.
ومن بين الإجراءات المشددة التي تم تطبيقها في الملاعب، تحديد أوقات محددة لدخول وخروج الجماهير، مما يعني أن بعض المشجعين قد يضطرون للوصول إلى الملعب قبل أكثر من ساعة من بداية المباراة، بينما يضطر آخرون للانتظار لفترات طويلة قبل أن يتمكنوا من مغادرة الملعب بعد انتهاء اللقاء.
هذه الإجراءات تأتي في إطار محاولة الحكومة الهولندية الموازنة بين السماح بعودة الحياة الطبيعية تدريجياً والحفاظ على الإجراءات الوقائية اللازمة للحد من انتشار الفيروس. وتظهر التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء مدى القلق الذي تثيره سلوكيات بعض الجماهير التي تهدد جهود مكافحة الجائحة.
ويواصل المسؤولون الهولنديون مراقبة الوضع عن كثب، مع استعدادهم لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة في حال استمرار ارتفاع عدد الإصابات وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية في الملاعب والأماكن العامة.
