2025-10-10 05:12:46
أعلن الاتحاد الألماني لكرة القدم وشركة أديداس للملابس الرياضية عن تغيير تصميم الرقم 4 على قمصان المنتخب الألماني، وذلك بسبب المخاوف المتعلقة بالتشابه بين الرقم “44” والرمز الذي كانت تستخدمه وحدات “إس إس” النازية خلال الحقبة النازية.
وجاء هذا القرار بعد انتقادات واسعة من المؤرخين والجماهير على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث لاحظ الكثيرون التشابه المقلق بين تصميم الرقم 44 والشعار الذي كان يرتديه ضباط قوات الأمن الخاصة النازية (شوتزشتافل) خلال الحرب العالمية الثانية.
وصرح الاتحاد الألماني لكرة القدم عبر منصة إكس: “يقوم الاتحاد الألماني بفحص جميع الأرقام من 0 إلى 9، ثم يقدم الأرقام من 1 إلى 26 إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) للمراجعة والموافقة النهائية”.
من جانبه، أوضح أوليفر بروغن، المتحدث باسم أديداس، لصحيفة بيلد الألمانية: “سنقوم بحجب الرقم 44 في أسرع وقت ممكن. تعمل في أديداس أشخاص من حوالي 100 دولة، وتدافع شركتنا عن تعزيز التنوع والشمول. وكشركة، نقوم بحملات نشطة ضد كراهية الأجانب ومعاداة السامية والعنف والكراهية”.
وأضاف بروغن: “إن أي محاولة للترويج لمواقف سياسية ليست جزءًا من قيمنا كعلامة تجارية، ونرفض بشدة أي إشارة إلى أن هذه كانت نيتنا. شركتنا تلتزم بالدفاع عن قيم التنوع والشمول”.
وكانت ردود الفعل الغاضبة من المشجعين والمؤرخين قد بدأت تتصاعد عندما ظهر الرقم 44 مطبوعًا على الجزء الأمامي والخلفي للقميص الجديد للمنتخب الألماني. حيث أشار المؤرخ الألماني مايكل كونيغ، وهو مؤرخ معتمد من اليونسكو، في تغريدة على إكس: “من المنظور التاريخي، لا يمكن السماح لألمانيا بمثل هذه القمصان خاصة وهي تستضيف بطولة أمم أوروبا على أرضها”.
من المهم الإشارة إلى أنه لن يرتدي أي لاعب في البطولة الرقم 44، حيث يتم ترقيم التشكيلة من 1 إلى 26 فقط. ومع ذلك، يظل لدى المشجعين خيار اختيار أي رقم من 1 إلى 99 عند شراء القمصان. ومن المتوقع أن يتم ارتداء الرقم 4 خلال بطولة يورو 2024 التي تستضيفها ألمانيا.
يذكر أن هذا القميص سيكون الأخير الذي تنتجه أديداس للمنتخب الألماني، بعد شراكة استمرت منذ خمسينيات القرن العشرين، حيث ستتولى شركة نايكي المسؤولية بعد انتهاء بطولة أمم أوروبا.
هذه الحادثة تبرز الحساسية التاريخية في ألمانيا تجاه الرموز النازية، وتؤكد على أهمية المراجعة الدقيقة للتصاميم الرياضية لضمان عدم احتوائها على أي إشارات قد تذكر بالماضي النازي المؤلم. كما تعكس التزام المؤسسات الألمانية بمواجهة أي مظاهر للكراهية والعنصرية، وتعزيز قيم التسامح والتنوع في المجتمع.