2025-09-19 05:15:00
بخطوات ثابتة وإرادة صلبة، تواصل التونسية أُنس جابر كتابة اسمها بأحرف من ذهب في سجلات تاريخ كرة المضرب، في قصة صعود مبهرة من منطقة لم تشهد من قبل منافسين حقيقيين في رياضة النخبة. اليوم، تقف اللاعبة التونسية على بعد خطوات فقط من أن تصبح أول لاعبة عربية وأفريقية تتوج بلقب في البطولات الأربع الكبرى، حاملةً معها أحلام قارة بأكملها.
بدأت رحلة جابر الاستثنائية عندما اقتحمت قائمة أفضل 50 لاعبة في التصنيف العالمي عام 2020، لتحقق العام الماضي إنجازاً غير مسبوق بدخولها قائمة العشر الأوائل – الأول من نوعه للاعبات العرب والرجال على حد سواء في عصر الاحتراف. والآن، وهي تحتل المركز الثاني عالمياً، تبدو جابر المرشحة الأقوى للفوز بلقب ويمبلدون بعد تأهلها لدور الثمانية وخروج المصنفة الأولى إيغا شيانتيك.
بعيداً عن المضارب، تشعر جابر (27 عاماً) بأن مهمتها تتعدى حدود الملعب، حيث تسعى لتحفيز المزيد من اللاعبات من أفريقيا لتحقيق النجاح في هذه الرياضة رغم التحديات المالية. تقول جابر: “هذا ليس سهلاً لكنني أحب هذه الرياضة، أتمنى أن أبعث رسالة إلى الجيل الصاعد، ليس فقط من بلدي بل في قارة أفريقيا بأكملها”.
وتضيف اللاعبة التونسية، بعد فوزها على البلجيكية إليسا ميرتنز للوصول إلى ربع نهائي ويمبلدون للعام الثاني على التوالي: “أود مشاهدة لاعبات أكثر من أفريقيا هنا، أريد أن تؤمن اللاعبات أكثر بمواهبهن وبإمكانية التنافس هنا والاستمتاع باللعب”. وتختتم بقوة: “لم أكن أنتمي إلى أسرة ثرية، لذا يجب التوقف عن اختلاق أعذار، والاجتهاد لتحقيق الهدف”.
عربياً، تحتل التونسية شيراز بشري المركز 718 عالمياً كأقرب لاعبة لجابر، بينما تمكنت المصرية ميار شريف من الصعود إلى المركز 50 عالمياً قبل أن تغيب عن ويمبلدون للتعافي من إصابة.
تبدو فرص جابر مشرقة للوصول إلى المربع الذهبي لأول مرة في البطولات الأربع الكبرى عندما تواجه التشيكية ماري بوزكوفا المصنفة 66 عالمياً. وتختتم جابر – التي لم تخسر أي مجموعة حتى الآن في البطولة – حديثها بطموح واضح: “لدي تطلعات كبيرة في البطولة بغض النظر عن هوية المنافسة القادمة، سأستعد للقتال وسأقاتل حتى النهاية لأنني أريد الفوز باللقب حقاً”.
