2025-09-03 03:16:54
في إطار سعيها للوصول إلى المنصات العالمية في كرة القدم، لجأت الصين إلى الاستعانة بالخبرة اليابانية لتطوير قدرات لاعبيها الناشئين. وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة طموحة أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ لتحويل البلاد إلى قوة رياضية كبرى، خاصة في كرة القدم التي تشهد منافسة شرسة على المستوى الآسيوي والعالمي.
تعاون صيني-ياباني لبناء جيل جديد
في خطوة غير مسبوقة، عين الاتحاد الصيني لكرة القدم مدربين يابانيين لقيادة منتخبات الناشئين تحت 16 و15 عامًا، حيث تولى الياباني كينيتشي أويمورا تدريب المنتخب تحت 16 عامًا في فبراير/شباط الماضي، بينما عُين بين أوكيشيما مديرًا فنيًا للمنتخب تحت 15 عامًا في أبريل/نيسان. ويعد هذا التعاون تحولًا كبيرًا في سياسة الاتحاد الصيني، الذي كان يعتمد تقليديًا على مدربين أوروبيين أو عقود مؤقتة مع مدربين آسيويين.
ورغم الخسارة الأخيرة لمنتخب الصين تحت 16 عامًا أمام نظيره الياباني بنتيجة 1-2 في بطولة دولية بشينغيانغ، إلا أن المدرب أويمورا أعرب عن تفاؤله بمستقبل الكرة الصينية، مشيرًا إلى أن أداء اللاعبين في تحسن مستمر. كما توج المنتخب الصيني بلقب البطولة الودية ذاتها بعد فوزه على فيتنام وأوزبكستان، مما يعكس تطورًا ملحوظًا في أداء الفريق.
ثقة متزايدة في المدربين اليابانيين
تعود جذور الثقة الصينية في المدربين اليابانيين إلى عام 2011، عندما أصبح تاكيشي أوكادا أول مدرب ياباني يقود فريقًا في الدوري الصيني الممتاز. ومنذ ذلك الحين، ازداد الاهتمام بالخبرة اليابانية، خاصة بعد النجاحات المتتالية للمنتخب الياباني في كأس العالم والبطولات الآسيوية.
وتعكس هذه الخطوة تغيرًا في النظرة الصينية تجاه اليابان، التي توصف في وسائل الإعلام الصينية بـ”منارة الكرة الآسيوية”، رغم التوترات السياسية بين البلدين. ويبدو أن التعاون الرياضي أصبح جسرًا لتعزيز العلاقات بين الجانبين، حيث يرى المدرب أويمورا أن “تقوية المنافسة الآسيوية ستفيد الجميع، بما في ذلك اليابان”.
تحديات المستقبل وآمال التأهل للمونديال
تواجه الصين تحديات كبيرة في طريقها نحو التأهل لكأس العالم، خاصة بعد غيابها عن خمس نسخ متتالية من المونديال، بما فيها كأس العالم 2022 في قطر. كما أن تجربة تجنيس لاعبيين من البرازيل ودول أخرى لم تحقق النتائج المرجوة.
لكن مع انطلاق التصفيات الآسيوية تحت 17 عامًا في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، والتي ستكون مؤهلة أيضًا لكأس العالم للناشئين 2025، تأمل الصين في أن تؤتي جهودها ثمارها. ويبقى السؤال: هل يمكن للتعاون مع اليابان أن يكون المفتاح لتحقيق حلم الصين في الظهور بقوة على الساحة الكروية العالمية؟
ختامًا، يبدو أن الاستثمار في الناشئين والاعتماد على الخبرة اليابانية قد يكونان الخطوة الصحيحة لبناء مستقبل أفضل لكرة القدم الصينية.