2025-10-14 04:47:43
في كأس العالم 2018 بروسيا، برزت الركلات الثابتة كعامل حاسم غير مسبوق في نتائج المباريات، خاصة في أدوار خروج المغلوب. فقد سجلت 42% من أهداف البطولة من الركلات الثابتة والجزاء، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 36% في نسخة 1998.
وتألقت إنجلترا بشكل لافت في الاستفادة من هذه الركلات، حيث سجلت 8 أهداف من ضربات ثابتة، محققة أعلى نسبة بين جميع المنتخبات المشاركة. هذا التميز لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة تحضيرات مكثفة وتخطيط دقيق.
قاد المدرب غاريث ساوثغيت وفريقه ثورة تكتيكية في التعامل مع الركلات الثابتة. فبالإضافة إلى مدرب المهاجمين آلان راسل، سافر ساوثغيت إلى أمريكا لدراسة استراتيجيات دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين والدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية، مستلهماً أساليب مبتكرة في خلق المساحات والتشكيلات الهجومية.
اللاعب روبن لوفتوس-تشيك كشف عن جانب من هذه التحضيرات قائلاً: “قضينا وقتاً طويلاً في التدريب على أدق تفاصيل الركلات الثابتة، من حركة الانطلاق إلى الكرة إلى طرق عرقلة المنافسين”. أما هاري كين، هداف البطولة، فأضاف: “التدريبات مع آلان راسل تركز على ضبط اللمسة الأخيرة وتحليل نقاط ضعف المدافعين وحراس المرمى”.
ومن أبرز التكتيكات التي اعتمدها المنتخب الإنجليزي الاصطفاف المتسلسل للاعبين أثناء الضربات الركنية، ثم تفرقهم في اتجاهات مختلفة لإرباك دفاع الفرق المناخسة. هذه الاستراتيجية أسفرت عن عدد كبير من الأهداف، بالإضافة إلى حصولهم على ركلات جزاء.
كما استفاد ساوثغيت من دراسة تدريبات فريق سياتل سيهوكس لكرة القدم الأمريكية، متعلمًا كيفية خلق المساحات في دفاعات الخصوم. هذه الاستعدادات الدقيقة مكنت إنجلترا من تجاوز عقبة ركلات الترجيح لأول مرة في 4 محاولات بكأس العالم، عندما تغلبوا على كولومبيا في دور الـ16.
الركلات الثابتة أصبحت بالفعل السلاح السري لإنجلترا، وقد تكون المفتاح لإنهاء 52 عاماً من الانتظار للفوز بلقب عالمي. هذا النجاح يثبت أن التفاصيل الصغيرة والتحضير المتقن يمكن أن يصنعا الفارق في المونديال.
