2025-10-08 05:05:18
في ليلة كان من المفترض أن تكون احتفالية بامتياز، تحولت إلى موقف محرج لإدارة باريس سان جيرمان، حيث غادر الجمهور ملعب بارك دي برينس في صمت مطبق بعد التعادل 1-1 مع لانس الذي منح الفريق لقب الدوري الفرنسي للمرة العاشرة. هذا المشهد غير المألوف كان بمثابة صفعة قوية للمسؤولين في النادي الباريسي.
ليوناردو، المدير الرياضي للنادي، لم يحاول التهرب من المسؤولية، معترفاً صراحة: “ارتكبت أخطاء. فعلت أشياء في الانتقالات والإدارة ربما أثرت في النتائج”. جاء هذا الاعتراف في أعقاب خيبة أمل كبيرة للمشجعين الذين لم يجدوا في لقب الدوري المحلي تعويضاً عن الإخفاق المتكرر في دوري أبطال أوروبا.
الجماهير التي اعتادت أن تملأ المدرجات بهتافاتها الحماسية، فضلت هذه المرة الصمت والانسحاب الهادئ، في رسالة واضحة لإدارة النادي بأن الألقاب المحلية لم تعد كافية لتلبية طموحاتهم. هذا التصرف يعكس حجم الاستياء الكبير لدى مشجعي الفريق الباريسي، خاصة بعد الخروج المخيب من دوري الأبطال على يد ريال مدريد، رغم التقدم بهدفين في الذهاب.
اللاعبون themselves عبروا عن استيائهم من هذا الجو. ماركو فيراتي أعرب عن انزعاجه من لامبالاة الجماهير، بينما حاول القائد ماركينيوس التخفيف من حدة الموقف بالقول: “هذه الأجواء مؤسفة لكن كرة القدم شغفنا”. لكن الرسالة كانت واضحة: هناك شرخ حقيقي بين الفريق وجمهوره.
المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، الذي لم يتمكن بعد من ترك بصمة واضحة في النادي خلال 16 شهراً، وجد نفسه في موقف صعب، محاولاً التوفيق بين طموحات الإدارة وتوقعات الجماهير. تصريحه عن “فترة صعبة مع الجماهير” يلخص حالة التوتر التي يعيشها النادي.
القضية ليست مجرد حصول على لقب محلي، بل تتعلق بفجوة التوقعات بين إدارة النادي التي ترى في البطولة المحلية إنجازاً يستحق الاحتفال، وبين جمهور يعتبر أن الاستثمارات الضخمة يجب أن تترجم إلى ألقاب قارية. هذه المفارقة تضع النادي أمام تحديات كبيرة في الفترة المقبلة.
اعتراف ليوناردو بالأخطاء يعد خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنه يفتح الباب أمام تساؤلات أكبر عن مستقبل النادي واستراتيجيته. القرارات التي وعد باتخاذها بعد نهاية الموسم ستكون محكاً حقيقياً لقدرة الإدارة على تصحيح المسار واستعادة ثقة الجماهير التي تبدو متجهة نحو مزيد من السخط والإحباط.
في النهاية، يبقى التحدي الأكبر أمام باريس سان جيرمان هو كيفية تحويل هذا اللقب المحلي من مجرد رقم في السجلات إلى خطوة حقيقية على طريق بناء مشروع رياضي حقيقي يلبي طموحات جماهيره التي تتوق إلى البطولات القارية.
