2025-09-05 00:39:14
تعرّض غاري لينيكر، النجم السابق لكرة القدم الإنجليزية والمذيع الرياضي في قناة “بي بي سي”، لموجة انتقادات حادة من نواب بريطانيين وجماعات مناهضة لمعاداة السامية، بعد إعادة نشره تغريدة تطالب بفرض حظر على مشاركة إسرائيل في المنافسات الرياضية الدولية. وجاءت التغريدة من حساب الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (BDS)، والتي دعت الاتحادات الرياضية العالمية إلى معاقبة إسرائيل بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.
ضغوط سياسية واتهامات بمعاداة السامية
تصاعدت الانتقادات ضد لينيكر بعد أن أعاد نشر بيان اتحاد كرة القدم الفلسطيني الذي طالب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) واللجنة الأولمبية الدولية بفرض عقوبات على إسرائيل، على غرار العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا. ووصف البيان إسرائيل بأنها “دولة تمارس التمييز العنصري وتنفذ جرائم إبادة جماعية في غزة”، مما أثار غضب نواب بريطانيين ومسؤولين في منظمات يهودية.
النائب المحافظ أندرو بيرسي وصف لينيكر بأنه “جاهل بأوضاع الشرق الأوسط”، واتهم حركة BDS بأنها “حملة عنصرية ومعادية للسامية”، معتبراً أن دعم لينيكر لها “غير مقبول” من شخص يعمل في هيئة إعلامية ممولة من أموال دافعي الضرائب. كما هاجمه ستيفن غراب، رئيس مجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب المحافظين، قائلاً إن “BDS منظمة معادية للسامية، ولا ينبغي لشخصية عامة مثل لينيكر أن يروج لها”.
بي بي سي تحت الضغط مجدداً
هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها لينيكر انتقادات بسبب آرائه السياسية. ففي مارس 2023، أُوقف عن تقديم برنامجه الرياضي الشهير “ذا ماتش أوف ذي داي” بعد مقارنته سياسات الهجرة البريطانية بخطاب النازية، مما أدى إلى أزمة داخل “بي بي سي” وانتهى بإعادة تعيينه بعد اتفاق يسمح له بالتعبير عن آرائه بشروط.
ويتساءل البعض الآن عما إذا كانت القناة ستتخذ إجراءً جديداً ضده، خاصة بعد تصريحات المدير العام الجديد لـ”بي بي سي”، سمير شاه، الذي أشار إلى أن لينيكر “خرق معايير وسائل التواصل الاجتماعي” في مناسبات سابقة.
ردود فعل متباينة
في حين هاجمه البعض، دافع آخرون عن حق لينيكر في التعبير عن رأيه، معتبرين أن انتقاد سياسات إسرائيل لا يعني بالضرورة معاداة السامية. كما أشار مؤيدوه إلى أن العديد من الرياضيين والنشطاء حول العالم يطالبون بمقاطعة إسرائيل بسبب انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي.
يبدو أن الجدل حول لينيكر لن ينتهي قريباً، خاصة في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة والانقسام الدولي حول الموقف من إسرائيل. لكن السؤال الأكبر يبقى: هل ستتدخل “بي بي سي” مرة أخرى لتقييد حرية تعبير أحد أشهر مذيعيها، أم أن لينيكر سيواصل استخدام منصته لدعم القضايا التي يؤمن بها؟
