2025-09-18 01:01:40
يبرز جمهور نادي الرجاء البيضاوي المغربي كواحد من أكثر الجماهير تميزاً في العالم العربي، حيث يجمع بين العمل الإنساني والتعبير السياسي عبر وسائل فنية وإبداعية متنوعة.
المبادرات الإنسانية: وجه آخر للتشجيع
يتميز مشجعو الرجاء بسلسلة من المبادرات الاجتماعية التي تتجاوز حدود الملاعب. فمع بداية كل موسم دراسي، يتكفل الجمهور بتوزيع الحقائب واللوازم المدرسية على تلاميذ الأسر المحتاجة. كما ينظمون حملات لتوزيع الأغطية والألبسة الشتوية على سكان المناطق الجبلية في المغرب، وذلك من تبرعاتهم الخاصة. وتعد زيارة المشجع “سيمو” إحدى أبرز المبادرات الإنسانية التي يعتز بها الجمهور.
الأغاني والشعارات: صوت المقهورين
تحولت بعض أغاني جمهور الرجاء إلى ظواهر اجتماعية تجاوزت حدود الملاعب. ففي نوفمبر 2018، انتشرت أغنية “في بلادي ظلموني” التي عبرت عن معاناة الشباب المغربي، لتصبح لسان حال المحتجين داخل المغرب وخارجه. كما لحنها عدد من المغنيين العرب، مما وسع من انتشارها.
وليس هذا بالأمر الجديد، فتاريخ الجمهور حافل بأغاني تحمل رسائل سياسية مثل “عايشين عيشة مهبولة” (2014) و”كازا لازمها عساس” التي انتقل صيتها إلى الجزائر. كما تبرز أغنية “رجاوي فلسطيني” مدى التضامن بين الشعبين المغربي والفلسطيني.
التنظيم الجماهيري: بين الإبداع والاحتجاج
يشرف على تنظيم جماهير الرجاء مجموعات منظمة مثل “الماغانا” و”الغرين بويز” و”الإيغلز”، تتميز بقواعدها الداخلية الصارمة ورفضها لأي دعم خارجي. وتشتهر هذه المجموعات بإبداعاتها في المدرجات، من خلال اللوحات الفنية الضخمة (التيفو) التي تحمل رسائل متنوعة.
ويرى الباحث الرياضي يحيى السعيدي أن الملاعب تحولت إلى “فضاء لإثارة الانتباه” تجاه قضايا لم تحلها الجهات السياسية. بينما ينتقد البعض تحول بعض الشعارات إلى مطالب سياسية بعيدة عن الرياضة.
الخلاصة
يجسد جمهور الرجاء البيضاوي نموذجاً فريداً يجمع بين الروح الرياضية والعمل الإنساني والتعبير السياسي. فبينما تظل مبادراته الاجتماعية نموذجاً يحتذى، تبقى أغانيه وشعاراته مرآة تعكس هموم المجتمع المغربي وتطلعاته.
