2025-10-04 05:26:29
شهدت بطولة أمم أوروبا 2020 مفاجأة كبيرة بتألق المنتخب الإيطالي الذي قدم مستوى استثنائياً تفوق على توقعات الجميع. هذه النهضة الكروية لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة تخطيط استراتيجي وتطور منهجي استمر على مدى ثلاث سنوات.
قاد المدرب روبرتو مانشيني عملية إعادة بناء المنتخب الإيطالي بعد فشله في التأهل لكأس العالم 2018، وهي المرة الأولى منذ 60 عاماً. اعتمد مانشيني على خطة واضحة تقوم على تجديد الدماء واستكشاف المواهب الشابة، حيث استدعى 64 لاعباً في أول 27 مباراة، محطماً الرقم القياسي في عدد اللاعبين الذين تم تجربتهم.
شهد الدوري الإيطالي تحولاً جذرياً في السنوات الأخيرة، حيث تخلص من الصورة النمطية للكرة الدفاعية. سجل الكالتشيو 1160 هدفاً في الموسم الأخير، متفوقاً على البريميرليج والإسباني. هذا التحول الهجومي جاء نتيجة تغيير فلسفة اللعب لدى أغلب الأندية، حيث اعتمد 50% من المدربين على أنظمة هجومية متطورة.
قدم لاعبو الدوري الإيطالي أداءً مميزاً في البطولة، حيث سجلوا 18 هدفاً من أصل 55، وفازوا بـ9 جوائز لأفضل لاعب في المباراة من أصل 24. برزت مواهب شابة مثل لوكاتيلي من ساسولو، وجوسينس من أتالانتا، مما يعكس تنوع المصادر التي يعتمد عليها المنتخب.
واجهت إيطاليا تحديات كبيرة خلال البطولة، خاصة في مباراة النمسا التي كشفت بعض نقاط الضعف في خط الوسط والدفاع. لكن مانشيني أظهر مرونة تكتيكية باستخدام نظام الدفاع الثلاثي الذي قد يكون الحل الأمثل للمواجهات الصعبة.
المنتخب الإيطالي لم يعد يعتمد على أسماء كبيرة فحسب، بل على نظام متكامل وفريق متماسك. هذه النهضة الكروية تثبت أن التخطيط السليم والعمل الجاد يمكن أن يحولا الفريق من الغياب عن كأس العالم إلى المنافسة على لقب اليورو.
