2025-10-03 05:24:40
لم يكن أحد ليتوقع أن يصبح الطفل الخجول الذي كان يجد صعوبة في الابتعاد عن فراش والديه في قريته الصغيرة أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ. لكن أندريس إنييستا، الذي يحتفل بذكرى ميلاده السادسة والثلاثين، استطاع أن يكتب أسطورة شخصية استثنائية قلّ نظيرها في عالم الساحرة المستديرة.
قضى إنييستا 16 عاماً في نادي برشلونة، كان خلالها أحد الأعمدة الأساسية لأنجح حقبة في تاريخ النادي الكاتالوني. ساهم خلالها في حصد 32 لقباً، منها 9 ألقاب في الدوري الإسباني و4 ألقاب في دوري أبطال أوروبا. وقد تنبأ المدرب بيب غوارديولا بعظمته منذ أول مشاهدة له وهو مراهق، قائلاً: “هذا الطفل سيتسبب في اعتزالنا جميعاً”.
لم تكن إسهامات إنييستا تقتصر على النادي فقط، بل امتدت إلى المنتخب الإسباني حيث قاد بلاده إلى أكبر إنجاز في تاريخها بتسجيله الهدف التاريخي في نهائي كأس العالم 2010 ضد هولندا. هذه اللحظة الخالدة لم تكن مجرد هدف عادي، بل كانت قصة إنسانية مؤثرة، حيث كرّسها لصديقه الراحل داني خاركي، مما أضاف بُعداً إنسانياً لشخصيته الاستثنائية.
عانى إنييستا من فترات صعبة في مسيرته، خاصة بعد وفاة صديقه وسلسلة الإصابات التي ألمّت به، حتى أنه عاد إلى عادة طفولته في النوم في فراش والديه. لكنه استطاع تجاوز هذه المحنة بدعم نفسي ومساندة من المدرب غوارديولا، الذي لم ينسَ بدوره كيف سانده إنييستا في بداياته الصعبة مع الفريق.
تمتع إنييستا بشعبية هائلة تجاوزت الانتماءات الرياضية، حتى أن سيرجيو راموس وصفه قائلاً: “هو الصديق الذي تتمناه كل أم لابنتها”. في عام 2018، قرر إنهاء مسيرته مع برشلونة وإسبانيا لبدء فصل جديد في اليابان مع فيسيل كوبي، حيث أصبح نموذجاً يُحتذى به للأجيال القادمة.
يقول إنييستا: “أريد مشاركة خبراتي مع اللاعبين الشبان. هذه مسؤوليتي وهذا جزء من المشروع الكبير الذي جئت من أجله”. رغم كل إنجازاته، يبقى اللقب الوحيد الذي لم يحصل عليه هو الكرة الذهبية، حتى أن محرري مجلة فرانس فوتبول عبروا عن ندمهم على عدم منحه الجائزة، وكتبوا: “سامحنا أندريس. إن غيابك عن الجائزة مؤلم بشكل خاص”.
تبقى قصة إنييستا مصدر إلهام للجميع، تثبت أن الموهبة والإرادة والإنسانية يمكن أن تصنع معاً أسطورة خالدة.
