2025-08-21 04:38:26
انفجرت مشاعر الفخر والبهجة في أرجاء باكستان بعد تحقيق أرشاد نديم إنجازاً تاريخياً بفوزه بالميدالية الذهبية في منافسات رمي الرمح بدورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، متفوقاً على حامل اللقب الهندي نيراج شوبرا.
قصة كفاح من الريف الباكستاني إلى منصة التتويج
ينحدر البطل الأولمبي الجديد (27 عاماً) من قرية ميان تشانو الفقيرة في منطقة خانوال بمقاطعة بنجاب، حيث نشأ في منزل طيني بسيط بين أسرة مكونة من 8 أطفال. بدأ مسيرته الرياضية بتدريبات بدائية في حقول القمح باستخدام رمح منزلي الصنع من أغصان الأشجار مزود بأطراف حديدية.
قال شقيقه الأكبر شاهد نديم: “كانت الحقول في قريتنا بمثابة ملاعب تدريب له، صنع رماحه الأولى بنفسه قبل أن يحصل على معدات أفضل”. وأضاف: “لم نتمكن من النوم منذ الليلة الماضية بسبب الزيارات المستمرة من الأقارب ووسائل الإعلام والجماهير”.
تحطيم الأرقام القياسية والمعوقات
تمكن نديم من تحقيق رمية تاريخية بلغت 82.97 متراً، محطماً الرقم القياسي الأولمبي، فيما يمثل:
- أول ميدالية أولمبية لباكستان منذ برشلونة 1992
- أول ذهبية أولمبية للبلاد منذ لوس أنجلوس 1984
- أول ذهبية لباكستان في ألعاب القوى على الإطلاق
واجه الرياضي الباكستاني تحديات كبيرة في مسيرته، حيث قال في تصريحات سابقة: “من الصعب ممارسة رياضة بخلاف الكريكت في باكستان بسبب نقص الموارد والمنشآت”.
دعم حكومي متأخر وتكريمات وطنية
قبل أشهر فقط من الأولمبياد، تحسنت ظروف تدريب نديم عندما تدخلت الحكومة الباكستانية ووفرت له 3 رماح مطابقة للمعايير الدولية من جنوب أفريقيا، بعد أن كان يتدرب بمعدات دون المستوى.
أعلنت مريم نواز رئيسة وزراء إقليم بنجاب عن منحه جائزة مالية قدرها 100 مليون روبية (حوالي 359 ألف دولار) تقديراً لإنجازه التاريخي.
احتفالات وطنية ورسائل قيادية
أثار خبر الفوز موجة عارمة من الفرح في باكستان، حيث توافدت رسائل التهنئة من كبار المسؤولين والقادة، بينما تحولت قريته الهادئة إلى ساحة احتفالات.
كتب نديم على منصة “إكس”: “هذه الميدالية هدية مني للبلد بأسره بمناسبة يوم الاستقلال”. ويأتي هذا الإنجاز ليعزز الروح الوطنية في باكستان التي تعاني من تحديات اقتصادية وسياسية، بينما يسلط الضوء على إمكانيات شبابها عندما تتوفر لهم الفرص والدعم المناسب.
